أين نحن من حب الله؟
لقد بذلنا كل طاقتنا في حب وهمي، في حب الدنيا وحب الشهوات وحب النساء وحب العمل وحب المال وحب الدراسة وحب المغنين والمغنيات فجعلنا قلوبنا مساكن شعبية لكل شيء في الدنيا، وأسكنا فيها من هب ودب بغير حساب، فتزاحمت الأشياء في هذا القلب، وما عاد يتسع وطغى ذلك على حب الله ورسوله، فتركنا ما هو أعظم من ذلك وهو حب الله، فأين نحن من الحب الأسمى والأرقى؟
من الحبيب الذي ليس بعده حبيب؟
أليس الله أحق بالحب الأول من أي حب؟
إذا طلب منك أحد أن تقول الحب الأول في حياتك بدون تفكير.. فهل سيكون الجواب هو الله؟
نتمنى أن يكون الجواب نعم، وليست أي نعم إنما هي التي تقولها بالقلب والإحساس والعقل والفعل.
تخيل لو أنك تحب أحد البشر وهو أيضًا يبادلك الحب؟
تخيل لو أنك تحب الله عز وجل ويبادلك الحب؟
أيهما تفضل أن يكون حبك الأول واختيارك؟
وشتان بين المفاضلة..
إن حب الله ليس قبله حب وليس بعده حب.
وفي سؤال وجهناه لبعض الشباب هل قلبك وقف لله أم هو مساكن شعبية؟ وجدنا قلوبا ملأها حب الله واحتل فيها المرتبة الأولى، وأخرى زاحم فيها حبُّ الدنيا حبَّ الله، وفئة ثالثة ما درت بما تجيب لعلها لا تعرف لحب الله طريقًا!.
أحد الشباب يبدو عليه التيه قال لما وجه السؤال إليه: "ما رح أقدر أجاوبك على السؤال اسمحي لي".
ويرى آخر أن هناك في القلب مع الله أناسًا آخرين، لكن ليس بالدرجة التي لله، يقول: "بالنسبة للقلب مستحيل يكون لرب العالمين في عندك أم وأب وناس تانيين، بس بيكون رب العالمين درجة أولى".
الطريق إلى الله
يختلف الناس في إثبات حبهم لله تعالى، فبعض الناس يرى أن طاعته وصلاته هي أكبر دليل للحب، ويرى البعض أن التعايش مع القرآن الكريم هو دليل حب الله تعالى، بينما يرى آخرون أن التضرع والدعاء ومناجاة الله تعالى هو من أنجح أسباب جلب محبة الله تعالى.
وفي مشاركة لساحة الحوار بإسلام أون لاين.نت، وسؤال المشاركين حول محبة الله في القلوب، جاءت مشاركة ممن سمَّى نفسه "اللهم" مشاركة عملية، حيث قال: "اللهم يا رب الأرباب.. ويا مجري السحاب.. ويا خالق الإنسان من تراب... اللهم ارزقني حبك.. وحب من يحبك.. وحب كل عمل يقربني إلى حبك.. هكذا أحب أن أكون، وأتوق أن أكون.. وحتما إن شاء الله سأكون....".
أما عبد القادر خليف رئيس جمهورية ساحة الحوار بإسلام أون لاين، فيعبر عن صلته بالله قائلا: "وأنا لا أجد إلا رعاية الله وحفظه في دنياي وآخرتي، فلا ملجأ من الله إلا إليه، لذا أحب أن أكون في كنف الله دائما، وكلنا يحب ذلك، لذا علينا بالأخذ بالأسباب التي تجعلنا في كنف الله دائما".
وعن الأسباب التي تجعل المرء ينال محبة الله يقول خليف: "هناك وسائل كثيرة، منها أن أكون في حالة وضوء دائمة، وأن أحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأن أقيم الصلاة لوقتها فلا أتأخر عنها إلا لعذر طارئ، وأن أتبع أوامر الله والرسول وأجتنب النواهي. وبعد كل هذا، فكل شيء هين جدا".
أما محمد السيد، فهو يرى أن التفكر الذكي في ملكوت الله عز وجل سبيل إلى معرفة الله، فمن تفكر في خلق الله من أرض وسماء وغيرهما، أصابته الحكمة، وأيقن أن الله تعالى حق، ورزق الحكمة من الله.
ويرى محمد أن "معرفة الله تتحقق بمعرفة القلب.. ومن أراد أن ينشط قلبه فليتبع الحق أينما كان.. وأن يكون على يقين أن الله لا يظلم أحدا أبدا، وأن يفهم أن الله ينظر إلى قلب المؤمن".
عبد الله المصري يرى نقلا عن أحد شيوخه أنه لكي يصل الإنسان إلى رتبة عالية في العلاقة مع الله فعليه ألا يجعل في الدنيا شيئا إلا الله، وينقل عن شيخه قوله: "التوكل على الله أن تنزع أنا من أنا حتى لا يبقى لك إلا "إنه أنا الله لا إله إلا أنا".
"يا ولدي.. إنه ما ثم في الوجود إلا الله"
ويرى المصري أن من أفضل سبل حسن الصلة بالله ألا يتعلق القلب بالدنيا، وأن يتخفف منها، ويتحفنا بمثل عن شيخه يقول فيه: "لو أن سالكين في طريق أحدهما كلما وجد حجراً التقطه ووضعه في جيبه، والآخر كلما وجد حجراً تجاوزه ومر من فوقه... ترى أيهما سيصل أولاً؟
"لا ريب أن من تكثر أثقاله سيقعد عن بلوغ مراده وهدفه، بينما المتجاوز سيدرك مراده بأسرع وقت وأيسر طريق".
فهل قلبك سيكون لله، أم ما زال مساكن شعبية؟!!